الحقوق الزوجية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعـــــــــــــــــد
أولاً : حتى يعيش كلا الزوجين حياة سعيدة وهنيئة وجب الالتزام بأمر
الله وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم في البحث عن الزوجة التي ستكون شريكة للزوج في
الحياة الدنيا وكذلك السؤال عن الزوج والذي سيكون شريك لزوجه في هذه الدنيا ، فإذا
التزما ذلك فإنهما لن يضلا ولن يشقيا في حياتهما وكذلك في آخرتهما ، لقوله تعالى {
فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى }
ومن أعرض عن هذا وكان همهما الجاه والمال والجمال وقدماه على الدين كانت
المعيشة الضنكا لقوله تعالى { وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً
ضَنْكاً } والضنك هو الشقاء والهم والغم والعياذ بالله .
*- ما المواصفات التي وجب أن تكون بالمرأة التي يراد السكن إليها والتي
حثَّ عليها الشارع الحكيم ؟ قال عليه الصلاة والسلام " تنكح المرأة لأربع لمالها
ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك " متفق عليه .
وجب على الناكح أن يختار ذات الدين ليبن بها ، ولا بأس أن يجتمع الجمال
مع الدين فهو حري لدوام المودة والمحبة بينهما .
في المقابل وجب أن يتوفر هذا في الزوج ، فإذا جاء خاطب لولي فتاة فلا
يقدم المال والجاه والنسب وكذلك لا تقدم الفتاة الجمال على الدين ، فتكون المعيشة
الضنكا ، وإنما يتحرى ولي الأمر لوليته في زوج المستقبل : الدين والخلق ، فرب أن
يكون الرجل صاحب دين ولكن لم يمكنه في قلبه أو لم يأخذه كاملاً والذي من أعلى
مراتبه حسن الخلق ، فيفقد هذه الخصلة العظيمة وهي : حسن الخلق
قال صلى الله عليه وسلم : إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إن لا
تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " . صحيح الجامع
*- فما هو الحق للزوج على زوجته ؟
1- المطلوب من المرأة أشياء بسيطة كي تفوز بجنة عرضها السماوات والأرض ،
منها : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحفظت
فرجها وأطاعت زوجها قيل لها ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت " صحيح الترغيب .
2- فالمرأة بعد زواجها يصبح زوجها هو جنتها ونارها وطاعته من طاعة الله
ومعصيته من معصية الله ، ولكن لا يطاع إذا أمر بمعصية ، فقال عليه الصلاة والسلام "
لا طاعة ( لبشر ) في معصية الله إنما الطاعة في المعروف " الصحيحة
وجاء عن حصين بن محصن رضي الله عنه أن عمة له أتت النبي صلى الله عليه
وسلم فقال لها أذات زوج أنت قالت نعم قال فأين أنت منه قالت ما آلوه إلا ما عجزت
عنه قال فكيف أنت له فإنه جنتك ونارك " صحيح الترغيب
3- جاء عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال " أتى رجل بابنته إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن ابنتي هذه أبت أن تتزوج فقال لها رسول الله
صلى الله عليه وسلم أطيعي أباك فقالت والذي بعثك بالحق لا أتزوج حتى تخبرني ما حق
الزوج على زوجته قال حق الزوج على زوجته لو كانت به قرحة فلحستها أو انتثر منخراه
صديدا أو دما ثم ابتلعته ما أدت حقه قالت والذي بعثك بالحق لا أتزوج أبدا فقال
النبي صلى الله عليه وسلم لا تنكحوهن إلا بإذنهن " صحيح الترغيب
*- وجاء أيضاً : عن أبي هريرة رضي الله عنه قال " جاءت امرأة إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم قالت أنا فلانة بنت فلان قال قد عرفتك فما حاجتك قالت
حاجتي إلى ابن عمي فلان العابد قال قد عرفته قالت جاء يخطبني ، فأخبرني ما حق
الزوج على الزوجة فإن كان شيئا أطيقه تزوجته قال من حقه أن لو سال منخراه دما وقيحا
فلحسته بلسانها ما أدت حقه لو كان ينبغي لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد
لزوجها إذا دخل عليها لما فضله الله عليها قالت والذي بعثك بالحق لا أتزوج ما بقيت
الدنيا " صحيح الترغيب
4- وقال عليه الصلاة والسلام " والذي نفسي بيده لا تؤدي المرأة حق ربها
حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على ظهر قتب لم تمنعه " صحيح
الترغيب
5- تُحرم المرأة الناشز على زوجها حلاوة الإيمان لقوله عليه الصلاة
والسلام " لا تجد امرأة حلاوة الإيمان حتى تؤدي حق زوجها ولو سألها نفسها وهي على
ظهر قتب " صحيح الترغيب .
6- ملكة الحور العين المرأة المطيعة لله ثم لزوجها ، قال عليه الصلاة
والسلام " ألا أخبركم بنسائكم في الجنة قلنا بلى يا رسول الله قال ودود ولود إذا
غضبت أو أسيء إليها أو غضب زوجها قالت هذه يدي في يدك لا أكتحل بغمض حتى ترضى "
صحيح الترغيب .
7- ألا تصوم صيام تطوع إلا بإذنه " قال عليه الصلاة والسلام " لا يحل
لامرأة أن تصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه ولا تأذن في بيته إلا بإذنه " رواه البخاري
ومسلم
8- تحرم المرأة الناشز من نظر الله إليها ، قال عليه الصلاة والسلام "
لا ينظر الله تبارك وتعالى إلى امرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه " صحيح
الترغيب
9- المرأة الناشز أهل السماء يسخط عليها ، قال عليه الصلاة والسلام " لا
تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين لا تؤذيه قاتلك الله
فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا " صحيح الترغيب .
*- وقال أيضاً " إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان
عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح " رواه البخاري ومسلم وفي رواية قال صلى الله عليه
وسلم " والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي
في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها " .
10- لا تُرفع صلاة المرأة الناشز إلى الله تعالى ، قال عليه الصلاة
والسلام "اثنان لا تجاوز صلاتهما رؤوسهما عبد أبق من مواليه حتى يرجع وامرأة عصت
زوجها حتى ترجع " صحيح الترغيب
11- ولتحذر النساء حيث انهن أكثر أهل النار بسبب كفران العشير ، قال
عليه الصلاة والسلام " رأيت النار فلم أر كاليوم منظرا قط ورأيت أكثر أهلها النساء
قالوا لم يا رسول الله قال بكفرهن قيل يكفرن بالله قال يكفرن العشير ويكفرن الإحسان
لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط "
12- وكذلك لأنهن يكثرن اللعن
13- ولهذا كان رسول الله يتعوذ بالله من زوجة تشيبه قبل المشيب ، "
فكان من دعاءه صلى الله عليه وسلم اللهم إني أعوذ بك من جار السوء ومن زوج تشيبني
قبل المشيب ومن ولد يكون علي ربًّا ومن مال يكون علي عذابا ومن خليل ماكر عينه
تراني وقلبه يرعاني إن رأى حسنة دفنها وإن رأى سيئة أذاعها " الصحيحة
14 – كيف تشيبه قبل المشيب ؟ قال عليه الصلاة والسلام " ثلاث من
السعادة وثلاث من الشقاوة فمن السعادة المرأة تراها تعجبك وتغيب فتأمنها على نفسها
ومالك والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك والدار تكون واسعة كثيرة المرافق ومن
الشقاوة المرأة تراها فتسوؤك وتحمل لسانها عليك وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها
ومالك والدابة تكون قطوفا فإن ضربتها أتعبتك وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك والدار
تكون ضيقة قليلة المرافق " الصحيحة
15- لا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها من غير علة ، قال عليه
الصلاة والسلام " أيما امرأة سألت زوجها طلاقا في غير ما بأس فحرام عليها رائحة
الجنة " صحيح أبي داود – فكيف بنا نحن هذه الأيام في كل صغيرة وكبيرة نساؤنا يطلبن
الطلاق من أزواجهن من غير بأس إلا ما رحم ربي .
16- ولهذا قال عليه الصلاة والسلام " خير نسائكم الودود الولود
المواتية المواسية إذا اتقين الله وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات لا
يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم " الأعصم هو أحمر المنقار والرجلين ،وهو
كناية عن قلة من يدخل الجنة من النساء لأن هذا الوصف في الغربان قليل .
17- لا تخرج إلا بإذنه ، ولا تنفق إلا بإذنه ، لا ترضع إلا بإذنه ، لا
تأذن لأحد بدخول بيته إلا بإذنه
قال صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع " ألا واستوصوا بالنساء خيرا
فإنما هن عوان عندكم ، فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ألا إن لكم على نسائكم حقا
ولنسائكم عليكم حقا فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في
بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن " ومعنى قوله
عوان عندكم يعني أسرى في أيديكم " صحيح الترمذي .
**************
*- وفي المقابل وحتى لا يفرح الرجال كثيراً فعليهم أيضاً حقوق ، فما هي
:
1- اختيار من ستكون شريكة حياته في هذه الدنيا ، وعليه بذلك أن ينتصح
بأحسن النصائح وأفضلها ، قدمها له النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال " تنكح النساء
لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك " صحيح أبي داود
. معنى تربت يداك "
أي افتقرت
فامتلأت ترابا " إذا لم تفعل
بنصيحة محمد صلى الله عليه وسلم
2- فإذا تزوجت امرأة لمالها وليست صاحبة دين ما الذي سيحصل ؟ من المعلوم
أن الله تعالى جعل القوامة للرجل على المرأة بشيئين *- بما فضل الله بعضهم على بعض
. *- وبما أنفقوا من أموالهم .
*- فإذا أنفقت المرأة على الرجل فقد أخذت منه نصف القِوامة – ومن
المعلوم أن أكثر من 90% من المشاكل هي في بيوت العاملات إلا
امرأة صاحبة دين .
فإذا كانت المرأة ذات مال وقلة دين فسرعان ما تمن على الرجل ، فهي ضعيفة
فهي سريعة الغضب وسريعة الرضى ، فإذا غضبت لا ترى فيك حسنة ولو كانت فيك ،
والحديث شاهد " لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت
منك خيرا قط " فالأمر الذي يفتت الكبد قولها لم نر منك خيراً قط ولو أحسنت معها
العمر كله فتجعله هباءً منثورا بغضب يومٍ واحد .
وإذا رضيت عنك ما تركت حسنة واحدة إلا ونسبتها لك ووضعتها فيك وإن لم
تكن فيك واحدة منها .
*- أما الحسب والنسب ، فإذا لم يكن هناك كفاءة بالنسب يُذَل الرجل
*- وأما الجمال فإنه يفقد قيمته مع العشرة الدائمة بين الرجل والمرأة ،
ولهذا امرأة جميلة ذات دين بالطبع أفضل .
*- فاظفر بذات الدين ، فإن المرأة ذات الدين هي صلاح لك ولأبنائك ، قال
عليه الصلاة والسلام " إنما الدنيا متاع وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة
الصالحة " صحيح ابن ماجه وقال أيضاً " خير نسائكم الولود الودود المواسية المواتية
إذا اتقين الله وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات لا يدخل الجنة منهن
إلا مثل الغراب الأعصم .
وقال أيضاً " ثلاث من السعادة وثلاث من الشقاوة فمن السعادة المرأة
تراها تعجبك وتغيب فتأمنها على نفسها ومالك والدابة تكون وطيئة فتلحقك بأصحابك
والدار تكون واسعة كثيرة المرافق ومن الشقاوة المرأة تراها فتسوؤك وتحمل لسانها
عليك وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك والدابة تكون قطوفا فإن ضربتها أتعبتك
وإن تركتها لم تلحقك بأصحابك والدار تكون ضيقة قليلة المرافق ] . الصحيحة
*- فالجهاد الأكبر لتعليم الأولاد هو جهد الأم فالأب لا يتسلم أولاده
إلا بعد السبع أو الثمن سنين ، فإذا كانت الأم ذات دين أسست ولدها على ذلك وإلا كان
الخراب والدمار ، فالأم هي نصف المجتمع وهي أنجبت النصف الآخر ، فهي صانعة الرجال ،
وصانعة الأقزام ، فالأم مدرسة ، فاختر لولدك مدرسة تصنع الرجال .
----------
: قال تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ
أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ
فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } .
وقال أيضاً : { هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ }.
فالرجل ستر على زوجته وهي كذلك .
وجعل سبحانه وتعالى للرجل حق على زوجته كما للزوجة حق على زوجها ، قال
تعالى : { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ }
فمن حقوق الزوجة :
1- أول ما يجب على الزوج لزوجته إكرامها ، وحسن معاشرتها ، ومعاملتها
بالمعروف ، وتقديم ما يمكن تقديمه إليها ، مما يؤلف قلبها فضلاً عن تحمل ما يصدر
منها أو الصبر عليه ، يقول تعالى { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ
كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ
خَيْراً كَثِيراً } ولنا في رسول الله اسوة حسنة فكان يتلطف بنسائه وهو القائل "
خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " أي لزوجته وأهل بيته .
2- النفقة عليها مما رزقه الله بالمعروف من طعام وشراب وكسوة ومسكن إلى
غير ذلك ، لقوله تعالى { لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ
عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ
نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً }
و لقوله عليه الصلاة والسلام " اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم
أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن
بالمعروف رواه مسلم وأبو داود
3- ولا يجوز أن يجلس بالبيت دون الذهاب للبحث عن العمل ، قال عليه
الصلاة والسلام " كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت " رواه مسلم
4- ولا يجوز أن يبخل عليها وأبنائها ، وإذا كان كذلك فها أن تأخذ من
ماله لتنفق على نفسها وأبنائها ما هو ضروري ولو بدون علمه " حيث أن هندا أم معاوية
جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إن أبا سفيان رجل شحيح وإنه لا يعطيني ما
يكفيني وبني فهل علي جناح أن آخذ من ماله شيئا قال خذي ما يكفيك وبنيك بالمعروف "
صحيح أبي داود
5- يلاعبها ويمازحها ، جاء عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع رسول
الله صلى الله عليه وسلم في سفر قالت فسابقته فسبقته على رجلي فلما حملت اللحم
سابقته فسبقني قال هذه بتلك السبقة . رواه أبو داود .
6- ولقوله عليه الصلاة والسلام لجابر بن عبد الله " فهلا بكرا تلاعبها
وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك " . صحيح الجامع
7- تطعمها من يدك وتسقيها بيدك ملاطفةً منك لها ولك الأجر قال عليه
الصلاة والسلام لسعد بن أبي وقاص " وإنك لن تنفق نفقة إلا أجرت بها حتى اللقمة
ترفعها إلى في امرأتك " صحيح أبي داود
ولقوله عليه الصلاة والسلام " إذا سقى الرجل امرأته الماء أجر " .
صحيح الجامع
8- انظروا إلى أحسن الناس خلقاً كيف كان يعامل أهل بيته وتعلموا منه ،
تقول السيدة عائشة " كنت أتعرق العظم – أي أخذ اللحم بالأسنان - وأنا حائض فأعطيه
النبي صلى الله عليه وسلم فيضع فمه في الموضع الذي فيه وضعته وأشرب الشراب فأناوله
فيضع فمه في الموضع الذي كنت أشرب منه " صحيح أبي داود
3- يساعد زوجته في البيت وخاصة إذا كان ذو عيال أو داهمهم ضيف إلى غير
ذلك ، تقول السيدة عائشة " كان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في
بيوتهم " . صحيح الجامع
4- أن يصبر عليها إذا غضبت يوما ، قال عليه الصلاة والسلام " استوصوا
بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته
وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء رواه البخاري ومسلم وغيره وفي رواية
لمسلم إن المرأة خلقت من ضلع لن تستقيم لك على طريقة فإن استمتعت بها استمتعت بها
وفيها عوج وإن ذهبت تقيمها كسرتها وكسرها طلاقها "
5- ولهذا كان لنا في رسول الله أسوة حسنة ، كان النبي صلى الله عليه
وسلم عند إحدى أمهات المؤمنين فأرسلت أخرى بقصعة فيها طعام فضربت يد الرسول فسقطت
القصعة فانكسرت فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكسرتين فضم إحداهما إلى الأخرى
فجعل يجمع فيها الطعام ويقول غارت أمكم كلوا فأكلوا حتى جاءت بقصعتها التي في بيتها
فدفع القصعة الصحيحة إلى الرسول وترك المكسورة في بيت التي كسرتها " صحيح ابن ماجه
6- سؤل رسول الله ما حق زوجة أحدنا عليه ؟ قال : أن تطعمها إذا طعمت ،
وتكسوها إذا اكتسيت ، ولا تقبح الوجه – أي لا تقل قبَّح الله وجهك - ، ولا تضرب ،-
" يعني : الوجه ، وإنما يضرب عند اللزوم في غير الوجه كما يؤدب ولده - ولا تهجر
إلا في البيت ، كيف وقد أفضى بعضكم إلى بعض ، وقال أيضاً " المقسطون يوم القيامة
على منابر من نور على يمين الرحمن - وكلتا يديه يمين - الذين يعدلون في حكمهم
وأهليهم وما ولوا " أداب الزفاف
8- أذاً لا يضرب الرجل زوجته إلا إذا اضطر إليه وبعد أن يستنفذ الحالتين
الأمرين الأولين وهما ما جاء في كتاب الله تعالى { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى
النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ
أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ
اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي
الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ
سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً }
*- فأول علاج لنشوز المرأة هو الموعظة الحسنة ـ تذكريها بالله والخوف
منه سبحانه ، فإذا فشلت المرحلة الأولى انطلق إلى المرحلة الثانية وهو الهجران ،
يهجرها في بيته لا يخرجها إلى بيت أهلها مطرودة ولو في طلاق الرجعة لا يجوز أن تخرج
من بيتها لقوله تعالى { أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ
وَلا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ }(الطلاق: من الآية6) جاء في شرح
ابن كثير "
يقول تعالى
آمرا عباده إذا طلق أحدهم المرأة أن يسكنها في منزل حتى تنقضي عدتها فقال : {
أسكنوهن من حيث سكنتم } أي عندكم { من وجدكم } قال
ابن عباس ومجاهد وغير واحد يعني سعتكم حتى قال قتادة : إن لم تجد إلا جنب بيتك
فأسكنها فإن فشلت هذه المرحلة انطلق إلى الثالثة وهو الضرب الغير مبرح مضطراً
إليه وليس غاية صوناً لها وحفظاً عليها من موارد الهلاك ، قال عليه الصلاة والسلام
" لا تضربوا إماء الله فجاء عمر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ذئرن النساء
على أزواجهن – أي أصبحن كالاسود - فرخص في ضربهن فأطاف بآل رسول الله صلى الله
عليه وسلم نساء كثير يشكون أزواجهن فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد طاف بآل محمد
نساء كثير يشكون أزواجهن ليس أولئك بخياركم " صحيح الجامع .
7- وهو مسؤول أمام الله عن رعايتها والانفاق عليها ، قال عليه الصلاة
والسلام " إن الله تعالى سائل كل راع عما استرعاه أحفظ ذلك أم ضيعه حتى يسأل الرجل
عن أهل بيته " . صحيح ابن ماجه
وقال أيضاً " ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته --- والرجل راع على
أهل بيته وهو مسؤول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم " صحيح
أبي داود
*- ومن مسؤوليته عليها أن يعلمها التعليم الاسلامي الضروري كالصلاة
ويأمرها بها ولا يشغلها عنها وكذلك يعلمها الأحكام الشرعية إن كان يعلمها أو يجلب
لها من الأشرطة والكتب النافعة ولا يمنعها من الذهاب إلى المساجد إن أمنت الفتنة
ودون تبرج لقوله عليه الصلاة والسلام " طلب العلم فريضة على كل مسلم وإن طالب العلم
يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر " . صحيح الجامع
*- ولقوله عليه الصلاة والسلام " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ولكن
ليخرجن وهن تفلات " صحيح أبي داود ومعنى تفلات "
أي لا ريح
لهن "
-----------
11- ومن حقها على زوجها أن يصون زوجته ويحفظها من كل ما يخدش شرفها
ويثلم عرضها ويمتهن كرامتها ، ويعرض سمعتها لقالة السوء – أي لكلام السيئين من
الناس – وهذا من الغيرة التي يحبها الله تعالى ، قال عليه الصلاة والسلام " إن الله
تعالى يغار وإن المؤمن يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه " .
12- وحتى يكون ذلك كذلك وجب على الرجل إعطاء الحق الزوجية للزوجة وهو
حسن المعاشرة التى أحلها الله تعالى بين الزوجين .
قال ابن حزم وهو أحد العلماء الأفاضل : وفرض على الرجل أن يجامع امرأته
التي هي زوجته ، وأدنى ذلك مرة في كل طهر – أي هناك من أهل العلم من قال على الرجل
أن يسد حاجة الزوجة من الجماع الذي أحله الله تعالى بينهما وكما هو مطلوب من الزوجة
أن تتزين وتتجمل لزوجها وكذلك على الرجل فعل ذلك للآية السابقة { وَلَهُنَّ مِثْلُ
الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ } قال ابن عباس " إني لأتزين لامرأتي كما تتزين
لي .
ولكن إذا كان هناك عذر من مرض أو ما شابه فليس أقل من كل طهر بعد
الحيضة أن يأتي زوجه لقوله تعالى { فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ
أَمَرَكُمُ اللَّهُ } وقال أهل العلم وجب على الرجل إذا سافر ألا يغيب أكثر من ستة
أشهر على زوجته لأنها عندها تكون في غاية الشوق له وهو حلالها وهي حلاله
*- قال الغزالي من الشافعية : وينبغي أن يأتيها في كل أربع ليال مرة ،
فهو أعدل لأن عدد النساء أربعة – أي المحلل للرجل أن يتزوجهن – فجاز التأخير إلى
هذا الحد
*- بالطبع هذا يختلف من إنسان لآخر فينبغي أن يزيد أو ينقص عن هذا الحد
حسب حاجتها في التحصين ، فإن تحصينها واجب عليه .
4- لا يجوز للرجل أن يغفل عن حق زوجته ولو بالعبادة ، والدليل : جاء في
الأثر أن امرأة أتت إلى عمر بن الخطاب فقالت يا أمير المؤمنين : إن زوجي يصوم
النهار ويقوم الليل ، وأنا أكره أن أشكوه ، وهو يعمل بطاعة الله عز وجل ، فقال لها
نعم الزوج زوجك ، فجعلت تكرر هذا القول ويكرر عليها الجواب فقال له كعب الأسدي : يا
أمير المؤمنين هذه المرأة تشكو زوجها في مباعدته إياها عن فراشه ، فقال عمر : كما
فهمت كلامها فاقض بينهما ، فقال كعب : علي بزوجها فأُتيَ به فقال له إن مرأتك هذه
تشكوك . قال : أفي طعام ، أو شراب ؟ قال : لا ، فقالت المرأة :
يا أيها القاضي الحكيم رشده **** ألهى خليلي عن فراشي مسجده
.
زهَّده في مضجعي تعبده **** فاقض القضا كعب ولا تردده
.
نهاره وليله ما يرقده **** فلست في أمر النساء أحمده
فقال زوجها :
زهدني في النساء وفي الحجل **** أني أمرؤ أذهلني ما نزل
في سورة النحل وفي السبع الطوال *** وفي كتاب الله تخويف
جلل
فقال كعب :
إنَّ لها عليك حق يا رجل **** نصيبها في أربع لمن
عقل
فاعطها ذاك ودع عنك العلل
ثم قال : إن الله عز وجل قد أحل لك من النساء مثنى وثلاث ورباع ، فلك
ثلاثة أيام ولياليهن تعبد فيهن ربك ، - أي وفرِّغ اليوم الرابع لمداعبة زوجك
.
--------
بل جعل الله تعالى هذه المداعبة التي بين الزوجين جعلها ثواباً وأجراً
لقوله عليه الصلاة والسلام " وفي بضع أحدكم صدقة قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا
شهوته ويكون له فيها أجر قال أرأيتم لو وضعها في الحرام – أي بالزنى - أليس كان
يكون عليه وزر فكذلك إذا وضعها في الحلال يكون له أجر " .
----------
جاء عن عائشة أنها قالت أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث إلى عثمان بن
مظعون فجاءه فقال يا عثمان أرغبت عن سنتي قال لا والله يا رسول الله ولكن سنتك أطلب
قال فإني أنام وأصلي وأصوم وأفطر وأنكح النساء فاتق الله يا عثمان فإن لأهلك عليك
حقا وإن لضيفك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا فصم وأفطر وصل ونم "
- حيث أراد عثمان بن مظعون أن يعتكف على العبادة ويهجر زوجته تعبداً
فنهاه رسول الله كما سبق - .
------
13- لا يجوز لكلا الزوجين افشاء سر بعضهما أو التحدث بما يدور بينهما
جاء عن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
والرجال والنساء قعود ، فقال : ( لعل رجلا يقول ما يفعل بأهله ، ولعل امرأة تخبر
بما فعلت مع زوجها ؟ فأرم القوم ،- أي سكتوا ولم يجيبوا - فقلت : إي والله يا رسول
الله إنهن ليفعلن ، وإنهم ليفعلون . قال : ( فلا تفعلوا ، فإنما ذلك مثل الشيطان
لقي شيطانة في طريق ، فغشيها والناس ينظرون " أداب الزفاف .
*- . فإذا هما عرفا ذلك وعملا به ، أحياهما الله تبارك وتعالى حياة
طيبة ، وعاشا - ما عاشا معا - في هناء وسعادة ، فقد قال عز وجل : من عمل صالحا من
ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون
وفقنا الله تعالى لما يحب ويرضى